بيت جميل عنوانه البساطة .ان نظرت اليه ارتاحت نفسك وأعصابك .
ان جلست علي كرسي من كراسيه الوثيرة تشعر بالراحة والطمأنينة .
أما ان نمت علي احدي أسرته فبمجرد أن تلقي جسدك المكدود عليه .
حتي تستغرق في نوم عميق .نوم هاديء لا أحلام مزعجة .ولا قلق .
ولا توتر انما هي الراحة .نعم الراحة التي نفتقدها في هذا الزمان .
وقفت ساكنة هذا البيت حائرة تقطع الرواق ذهابا وايابا ..
والغضب يعلوا وجهها الجميل حتي توقفت امام المرآه .وأخذت تتحسس
وجهها النضر بتعجب .وتتامل زينتها .فهذا التاج المرصع بالحلي يعلوا جبينها .
أخذت تسأل نفسها سؤال لماذا لا يقدم علي الناس أعيب في ام فيهم ؟؟
سأذهب اليهم أنا بنفسي وأحدثهم مادام هكذا حالي غريبة بينهم نعم هي غريبة
في دنيا الناس انها القناعة يا أخواني القناعة التي باتت يتيمة لا اب لها ولا أم
ولا أخ ولا أخت ولا جار ولا جارة نزلت الي الناس في رحلة فتعالوا لنصحبها
في رحلتها تلك ......
سارت في ظلام الليل والنور يعلوا جبينها لينبأ الناس عنها حتي وجدت رجلا وحيدا
جالسا في ظلام الليل يحدث نفسه قائلا ...
الي متي سيظل الحال بي هكذا ؟؟كل الناس من حولي تغير حالهم الي الاحسن الا انا
لقد سئمت هذه الحياة ...
اقتربت القناعة منه وأخذت تحدثه بهدوء شديد
القناعة // ما يضايقك
الرجل / في غضب شديد ما يضايقني الكثيراني فقير فقير
القناعة / / وماذا في هذا ؟
الرجل / هذا مالا أطيقه ..أريد أن أحيا حياة كريمة وأكل طيب الطعام وألبس
أفخر الثياب و...و..
القناعة / علي مهلك يارجل هل أنت متزوج
الرجل / نعم
القناعة هل عندك أولاد ...هل صحتك جيدة .؟؟
الرجل / نعم
القناعة / ان كنت متزوجا وعندك أولاد وصحتك جيدة كل هذه النعم وتشتكي
الرجل / نعم .أي نعم هذه ان الأولا د عبأ ثقيل علي غهم يريدون طعاما ودواء
وليس عندي مال اني فقير ...أما الزوجة فاني أود التخلص منها الان وليس بعد قليل
لأمتع نفسي بغيرها ..أما الصحة فما فائدتها مع عدم وجود مال ؟؟؟
القناعة / أنت متزوج وهناك الكثير يتمنون اليوم الذي سيتزوجون فيه
واما الأولاد فان هناك من عنده استعداد أن ينفق جميع ماله ويحظي بولد ..وأما الصحة
فلن هناك أيضا من يملك الكثير من المال ولكن لا يستطيع أكل شيء يشتهيه بل انه
يأكل بأمر من الطبيب فأحمد الله علي ما أنت فيه فان هناك الكثير من هو محروم منه
الرجل / وماذا يفيد كل هذا مع وجود الفقر اني فقير اني فقير ...
قامت القناعة وهي غاضبة مما حدث بينها وبين أول من قابلته ولكنها عاودت السير من جديد ...
حتي وجدت رجلين يتحدثان فأقتربت منهما
الأول ماذا أصنع أريد ولدا يا أخي ؟؟
الثاني //اصبر يا أخي
الأول / صبرت الكثير انها الزوجة الثانية ولا تنجب لي الا البنات حتي
صار عندي أربع بنات ..وأنا أريد الولد .
الثاني / ليس لك حيلة اذا الا الزواج بأخري
الأول / نعم سأتزوج نعم سأتزوج .
ثم تركه وانصرف .فتبعنه القناعة بسرعة شديدة
القناعة / هل عندك أربع بنات ؟؟
الرجل / بكل أسي . نعم عندي أربع بنات
القناعة / ولماذا تريد الولد ؟؟
الرجل / لماذا أريد الولد ؟ ليرثني ويحمل اسمي
القناعة / حسنا هب أن الله رزقك بولد ولكنه كان متخلف عقليا أو مقعدا .
أو مريض مرضا مزمنا .أو أنه سيكون وبالا عليك ويفتنك ويكون غير بار بك
الرجل / المهم أن يكون هناك ولد
القناعة / يارجل هب أن الله لم يرزقك البنات وجعلك عقيما لاتنجب فكيف سيكون الحال
الرجل / دعيكي عني فاني سأتزوج وسأرزق بالولد ..نعم الولد ..
سارت القناعة حتي وجدت منزلا جميلا فخما قالت في نفسها لأذهب هنا
لأستريح قليلا فلعلي أجد هنا من يرحب بي ...
دخلت الي غرفة المكتب الخاص بصاحب المنزل فوجدت رجلا جالسا خلف مكتبه
وأمامه كومة كبيرة من أعقاب السجائر والكثير من فناجين القهوة .
فاتحا كمبيوتره الخاص علي البورصة والأسهم وبين هبوط وارتفاع الأسهم يحيا
هذا الرجل .
اقتربت القناعة منه ثم قالت له هون علي نفسك فان الأمر لا يستدعي كل هذا الاستنفار
والقلق والتوتر ..
نظر اليها الجالس ثم قال لها بل يستدعي أكثر من ذلك .ان هناك قرية سياحية أود
شرائها ليكون لي قريتين متجاورتين ...
القناعة / أما يكفيك واحدة ..
الرجل وماذا تصنع لي واحدة ؟؟
القناعة / ان هناك غيرك الكثير لا يجد مايسد به جوعته .
الرجل / وغيري الكثير من هو عنده أكثر مني فلماذا لا أكون مثله وأكثر ؟؟
دعيني لأري الأسهم فانها في هبوط ..
خرجت القناعة من عنده وهي علي قناعة أنها لن يكون لها عيش هنا أو هناك
تألمت القناعة كثيرا وانطفأ نورها وهي تسير صوب بيتها الوحيد البعيد الذي ليس له
جيران ولا أهل وأخذت تشتكي الي الله هجران الناس لها حتي لاح لها بيتها من بعيد
فجدت السير اليه ولكنها أخذت تنظر من حيث أتت عل أحدا يرسل في طلبها أو تسكن
عنده ولو قليلا ولكن للأسف الشديد لم تجد أحدا فجدت السير الي بيتها ثم فتحت بابها
وأغلقته بهدوء